تعرف العديد من دول العالم بكونّها «ملاذات ضريبية» أو «الجنات الضريبية»، أيّ المُستقر الذي يُخفي فيه الأثرياء أموالهم، حيثُ تنشط عمليات غسيل الأموال، وإخفاء ثروات الشعوب، عبّر إنشاء شركات وحسابات بنكية وهمية تُساعد في التهرُّب من الضرائب والرقابة على التربُح من الوظائف الرسمية، فيما يُخض السياسين والشخصيات الدولية.
ويوجد جُزر تُدعى جُزر «الأوف شور»، وهي جُزر الملاذ الضريبي، وتعبير الـ«off-shore» تأتي ترجمته بشكل عام في القواميس العربية «بعِيدًا عنِ الشَّاطِئ»، وفي الترجمة الاقتصادية «مؤسّسة مالية خارجية»، بحيثُ تكون ملاذات آمنه للأموال، ولا تُفرض عليها ضرائب كالتى توجد في بلادهم، حيثُ تُقدر الثروة التي يخفيها الأثرياء في الملاذات الآمنة بأكثر من 11.5 تريليون دولار.
ولم تعد الملاذات مقصورة على الجزر، بل أضحت موجودة في قلب العواصم الكبرى، مما أنتج خارطة عالمية معقدة لتلك المعاملات يصعب فكّ شفراتها، وفق دراسة للباحث أيمن حسونة صادرة عن المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة.
ويُذكر أنّ نظام «الأوف شور» بدأ العمل به بهِ مُنذ الحرب العالمية الأولى، حينما زادت الحكومات الضرائب بنسبة كبيرة لتغطية نفقات الحرب، وبعدها سنَّت سويسرا عام 1934 قانون «السرية» الشهير الذي جعلَ من انتهاك السرية المصرفية جريمة جنائية.
ومؤخرًا ظهرت تسريبات «بنما»، لتؤكد على وجود «بنما» في قائمة الملاذات الضريبية، ومنها أدارت «موساك فونسيكا» شبكة شركاتها الوهمية في دول أخرى، لتفتح من جديد قائمة الملاذات الضريبية في العالم.
ويرصد «المصري لايت» أشهر 5 دول تُصنّف كملاذات ضريبية، وفقًا لموقع The Richest وموقع Activist Post.
5. سنغافورة
عندّما تقوم بفتح حساب في سنغافورة، فإنّك تقوم بالاستثمار في واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، وفي الوقت نفسِه حماية الأموال وتوفير الضرائب، فلدى سنغافورة أدنى معدل للضريبة في آسيا، بشرط أنّ يكون هُناك حساب ضريبي للشخص برصيد 1000 دولار، بالإضافة إلى أهمية تواجد عدة إثباتات، جواز سفر، إثبات للعنوان، وبعدها يُمكن عمل أيّ حساب بحيثُ يكون ملاذً لك ولأموالك، وحتى المُقتنيات الشخصية، فيُمكن أن يقوم الحساب على الذهب وليس الأموال.
4.هونج كونج
تتمتّع مدينة «هونج كونج» الصينية ببنية تحتية مصرفية قوية، كمّا أنّ البنوك توفر عدد من التسهيلات للعملاء، فلا يتطلب فتح الحساب موافقة رسميّة من حكومات الدولة التى ينتمي إليها الأشخاص، وتتضمنّ الشروط أيضًا، جواز سفر، إثبات للعنوان، وبريد الكترونيّ خاص بالشخص.
وبعيدًا عن أنّ مدينة «هونج كونج» تُصنف من المدن الترفيهية الشعبية في الصين، فهى أيضًا تُصنف كملاذ آمن للأشخاص الذين لا يريدون دفع الضرائب المُستحقة عليهم في بلادهم، أيًا كان مصدرها، سواء من الرواتب أو من الاستثمارات مجهولة المصدر.
3.جزركايمان
تعرف جُزر «كايمان» بأنها جُزر إقليم ما وراء البحار، وهي تقع في غرب الكاريبي، وتتكوّن المقاطعة البريطانية من 3 جُزر، جراند كايمان، كايمان براك، ولينل كايمان. ورغم صِغر مساحتها فإن كايمان تُصنف على أنها مركز مالي عملاق.
كمّا أنها ملجأ الأشخاص الذين يتطلعون إلى التهرُب من الضرائب المُستحقة عليهم، سواء على الدخل الشخصي، مكاسب رأس المال، ضرائب الشركات، والضرائب المفروضة على الرواتب، ولفتح حساب بنكيّ داخل جُزر كايمان، يُفترض أن يكون الرصيد البنكي 5000 دولار إضافة لبعض الأوراق التى تُثبت الهوية.
2.بنما
يتساءل الكثيرون «أين تقع بنما؟»، أين موقعها من الخريطة، لتجَد أنّ جزيرة بنما أصبحت من أعلى الدول في نمو دخل الأفراد، وبالتالي ارتفاع مستوى الاقتصاد داخل الدولة، ومؤخرًا ظهرت بنما كملاذ ضريبي، ومنها أدارت شركة «موساك فونسيكا» شبكة شركاتها الوهمية في دول أخرى.
1.سويسرا
فيمّا تحتل سويسرا المرتبة الأولى في قائمة الدول التي تُصنّف كملاذات ضريبية، فهى واحدة من البلاد التى تضمنّ السرية التامة لعملائها فيما يخُص الأصول المالية، فهُناك مناطق أخرى تضمنّ السرية أيضًا مثل جُزر البهاما وبرمودا، إلا أنّ سويسرا تتمتع بمعدلات أكبر من السرية، وتوفر البنوك إعفاءات ضريبية جُزئية أحيانًا وكاملة في أحيان أخرى للعملاء، حسبّ البنك.
ومُنذ عام 1934، تُعرف البنوك السويسرية بسياسات الخصوصية الصارمة الخاصة بهم، وقوانين تمنع البنوك من إفشاء أي معلومات حساب العميل.
وفي الآونة الأخيرة فقط تم السماح ضباط إنفاذ القانون في الولايات المتحدة للحصول على المعلومات في سياق تحقيق جنائي (بما في ذلك التهرب من دفع الضرائب). كمّا يمكن فتح بعض الحسابات مع اقل من 3500 دولار، بالإضافة إلى جواز السفر، ومكان الإقامة.
مصدرالخبر